9 عادات يومية ستجعلك أكثر نجاحا
يفكر الأشخاص الناجحون بشكل مختلف عن غيرهم، يتصرفون بشكل مختلف، ويميزون أنفسهم عن أولئك الغير ناجحين من خلال اتخاذ طريق مميز نحو أهدافهم.
قام شخص يعمل كمحاسب ومخطط مالي يدعى توم كورلي، بإجراء بحث حول العادات اليومية لأكثر من 177 من الأثرياء، معظمهم من المليونيرات العصاميين الذين بنوا ثروتهم من الصفر. فجمع نتائج بحثه وقدمها في كتاب له تحت اسم “غيّر عاداتك، غير حياتك” فكان أحد الكتب الأكثر مبيعًا.
وجد كورلي أن الأفراد الناجحين يشتركون فيما بينهم بالعديد من الصفات التي ساعدتهم على تحقيق أهدافهم ونجاحاتهم. هذه الصفات يمكنها أن تساعد كل إنسان منا كذلك على الوصول إلى عالم النجاح والتميز، شرط أن يلتزم بها فيجعلها روتينًا طبيعيًا في حياته ويقوم بممارستها بشكل يومي.
وقد اخترنا في هذه المقالة أكثر تسع عادات يومية مشتركة بين هؤلاء الناجحين، أتمنى أن تستفيدوا منها.
- يستيقظون مبكرا.
يظهر أن الطريقة التقليدية للنجاح هي الاستيقاظ في وقت مبكر كل صباح. إذ يمكنك القيام بالكثير من المهام في غضون تلك الساعات الأولى الهادئة من اليوم قد يصعب تحقيق نفس تلك الإنجازات وسط النهار مع صخب الحياة.
فمن خلال الدراسة التي أجراها كورلي، فإن ما يقرب من 50 فى المائة من المليونيرات العصاميين يقومون من سريرهم قبل ثلاث ساعات على الاقل من بدء يوم العمل. كما أن الكثير منهم يستخدمون وقت الفراغ لمعالجة المشاريع الشخصية، والتخطيط ليومهم، أو استغلال الوقت لممارسة تمارين رياضية.
استيقاظك في الساعة الخامسة كل صباح للتعامل مع أهم ثلاث أشياء تنوي القيام بها في ذلك اليوم يسمح لك بالسيطرة بشكل كبير على الطريق الذي تسلكه في حياتك، ويمنحك ثقة كبيرة بالنفس تحتاجها في مشوارك العملي.
- يقرؤون كثيرًا.
ما يقارب 88 في المئة من الأثرياء الذين شملتهم الدراسة أكدوا أنهم يخصصون يوميا ما لا يقل عن ثلاثين دقيقة للقراءة خاصة قراءة ما يساعدهم على تطوير أنفسهم.
معظم هؤلاء الأشخاص لا يقضون فترة المطالعة في قراءة القصص والروايات؛ إنما يفضلون قراءة السير الذاتية، الكتب التاريخية، وكتب التنمية البشرية وتطوير الذات.
فإذا كنت تستمع أكثر بقراءة الروايات، فذلك سيكون مفيدًا لك أيضًا إذ أن قراءة الروايات يمكنها أن تعزز حياتك المهنية، خاصة إذا كانت هذه الروايات تقدم للقارئ دروسًا من الحياة لأناس انطلقوا من الصفر وبنوا نجاحاتهم.
يقول الملياردير العصامي الشهير وارن بافيت أن القراءة كانت أهم عادة اكتسبها خلال مشواره.
لذلك إذا كنت تبحث عن كتاب جديد لقراءته، فاختر أحد الكتب الكلاسيكية التي ألهمت رجال الأعمال الناجحين وأحبوها، فإنك قطعًا ستجد فيها ما يساعدك على تحقيق نجاحك.
- يخصصون وقتًا للتفكير والتأمل
يقضي معظم المليونيرات الخاضعين للبحث ما بين خمسة عشر الى ثلاثين دقيقة كل يوم للتأمل في مجريات حياتهم ومعالجة ما يجب معالجته.
يستغل معظم هؤلاء الأغنياء فترة الصباح في التأمل والتفكير في الأمور المتعلقة بعملهم، بصحتهم وبعلاقاتهم الأسرية والاجتماعية.
لذلك فإنك عندما تأخذ استراحة لمدة دقيقتين خلال ساعات العمل المرهقة تحاول من خلالها تصفية ذهنك بالجلوس في مكان هادئ بعيدًا عن الضوضاء وتأخذ فيها نفسًا عميقًا ستساعدك في الحصول على استرخاء ذهني وبالتالي التقليل من عوارض التوتر الناتج عن ضغوط العمل اليومية.
- يحافظون على صحتهم
كان الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما يتمرن لمدة 45 دقيقة يوميا، لمدة ستة أيام في الأسبوع. العقل السليم في الجسم السليم، تلك هي الخطوة الأولى للنجاح. جسمك هو وسيلة تنطلق بها نحو كل ما تسعى لتحقيقه. هذا النشاط البدني لا يحافظ فقط على صحة الجسم جسديا. وإنما يحسّن أيضا الحالة النفسية.
بناءً على ما ذكره كورلي في بحثه، فإن 76 في المائة من الذين خضعوا لدراسته يخصصون يوميا ما لا يقل عن 30 دقيقة لممارسة تمارين اللياقة البدنية كركوب الدراجات الهوائية أو ممارسة الركض، أو المشي.
فعلى سبيل المثال يقول الملياردير ريتشارد برانسون، أن روتينه الصباحي بالاستيقاظ الساعة 5 صباحا لممارسة لعبة التنس أو ركوب الدراجة الهوائية قد ضاعف من مردوده الإنتاجي.
- يسعون دائما للرفع من معنوياتهم
عندما تؤمن في قرارة نفسك كل صباح أن هذا اليوم سيكون يوما عظيما، أو أن تؤمن بأنك إنسان ناجح، يمكنك بهذه الطريقة تعزيز قدراتك الفكرية وتحسين فرصك في تحقيق أهدافك لهذا اليوم.
يقول كورلي: مستوى نجاحك مرتبط بمستوى نجاح أولئك الذين تقضي معهم أغلب وقتك.
إذا كان معظم من تخالطهم أناسًا غير ملهمين أو لا يدفعونك الى النجاح في مشوارك، فحاول أن تجد أشخاصًا آخرين أكثر إلهامًا تتواصل معهم وتقضي معهم وقتًا أكبر، فذلك سيؤثر على مستوى نجاحك بشكل كبير جدًا.
حاول كذلك التقليل من الاحتكاك بالأشخاص ذوي الشخصيات السامة والطباع السلبية.
- يسعون إلى تحقيق أحلامهم لا تحقيق أحلام غيرهم
أغلب المليونيرات كان هدفهم في بداية حياتهم أن يصبحوا أثرياء، وقد نجحوا في ذلك.
يقول صاحب البحث أن 80 بالمئة من هؤلاء لديهم إصرار عظيم على الوصول إلى ما يرغبون بتحقيقه، فيقومون بتحقيق نجاحات صغيرة كانت أم كبيرة وبشكل يومي. هذه الأهداف والنجاحات يسعون بها للوصول إلى الأهداف الكبرى التي وضعوها لأنفسهم والتي تحقق لهم النجاح الذي يطمحون إليه، وذلك على خلاف الكثيرين من الذين يعملون بجد من أجل تحقيق أهداف أناس غيرهم.
يقول كورلي: نصيحتي لك أن لا تضع سلمك على جدار شخص آخر وتقضي سنوات عمرك تحاول تسلق ذلك السلم. ابحث عن جدارك، عن حلمك، عن أهدافك وتسلق ذلك السلم.
إذا كانت أهدافك عظيمة وكبيرة فحاول تقسيمها إلى أهداف صغيرة يسهل تحقيق كل واحد منها. وفقا لهنري فورد، “لا يوجد شيء صعب إذا قمت بتقسيمه إلى أجزاء صغيرة”. الناجحون يطبقون مبدأ أحجار الدومينو نحو طموحاتهم من خلال إجراء تحسينات وتحقيق نجاحات صغيرة وبشكل مستمر كل يوم.
- أخذ قسط كاف من النوم
يُنقل عن ألبرت أينشتاين أنه كان ينام عشر ساعات ليلًا. فإذا كنت أنت كذلك لا تستطيع تأدية عملك بشكل جيد إلا إذا أخذت قسطًا كافيًا من النوم، فإن كورلي لديه أخبارًا جيدة لك.
فهو يذكر في بحثه أن 89 في المئة من المليونيرات الذين خضعوا لبحثه ينامون سبع إلى ثمان ساعات كل ليلة. فالنوم ضروري جدًا من أجل النجاح، لأن تأثيراته كبيرة على طريقة أداء الذاكرة والتفكير الإبداعي.
فإذا ما جمعنا بين نقطة أخذ قسط كافٍ من النوم، وبين النقطة الأولى التي ذكرناها حول الاستيقاظ باكرًا، نخلص إلى نتيجة أن الناجحين يذهبون إلى فراشهم باكرًا.
- يتوفرون على أكثر من وسيلة دخل
يقول كورلي: “لا يعتمد المليونيرات الناجحون على مصدر وحيد للدخل، فهم ينشئون مصادر متعددة للدخل”… هذا الأمر يجعلنا نتساءل: كم مصدر دخل لدى هؤلاء؟
يجيب كورلي عن هذا التساؤل بقول: أن لدى خمسٍ وستين في المئة منهم ما لا يقل عن ثلاث مصادر للدخل قاموا بإنشائها قبل حصولهم على أول مليون دولار أمريكي. ويضيف كورلي قائلًا: أن أقوى مصادر دخل لدى هؤلاء المليونيرات يأتي من استثمارهم في المجال العقاري.
ويضيف قائلًا: إن تنوع مصادر الدخل لديك يجنبك مساوئ الركود الاقتصادي الذي يصيب كل دولة بين فترة وأخرى.
- يتجنبون إضاعة الوقت
الأموال ليست الموارد الوحيدة المهمة للأثرياء والتي يسعون في عدم تبذيرها، فكذلك الوقت مهم جدًا بالنسبة لهم.
يقول كورلي: “عندما تستثمر وقتك في أمر ما، فأنت على يقين أنك ستفقد ذلك الوقت إلى الأبد ولن تستطيع تعويضه”.
يجب أن تُعامل الوقت كثروة عظيمة، لذلك تعامل بحرص شديد مع كل الوسائل التي من شأنها أن تضيع وقتًا كبيرًا من عمرك، مثل مشاهدة التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي.
«عندما تبدأ بالنظر الى وقتك على أنه أكبر وأهم ما تملك في هذه الحياة، فإنك ستصبح أكثر حرصًا حول كيفية استثمارذلك الوقت».
وفي الختام، فلكي تصبح ناجحًا يتوجب عليك المواضبة والاستمرار بالعمل الدؤوب المنظم. فالنجاح لا يحدث عن طريق الصدفة، إنما ستصبح ناجحًا عندما تستمر في القيام بالأعمال التي من شأنها أن تساعدك على تحقيق أهدافك.