موقع شامل يهتم بكل ما يرفع ذكاء ووعي المشاهد العربي

الغش في الامتحان – كيف يصبح الطالب مجرم

0 3٬548

الغش في الامتحان وعلاقته بالانتحار

موضوع الساعة في جميع البلدان العربية هو امتحانات نهاية السنة

عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهانولأن كل طالب يُحب أن يُكرَم ولا يُهان، فهنالك طريقان يمكن للطالب أن يسلكهما في مشواره الدراسي لكي يعيش مُكَرَّمًا بين ناسه ومعارفه

الطريق الأول: هو أن يبذل هذا الطالب منذ بداية العام الدراسي مجهودًا كبيرًا في حضور جميع المحاضرات وفهم المواد التي يقوم بدراستها وتحضير الدروس مع تمريناتها، ثم يتعب ويكد أكثر وأكثر مع اقتراب موعد الامتحانات وذلك ليُكلّل عامه بالنجاح والتفوق المستحق بعد عام كامل أو أكثر قضاه هذا الطالب ويهو يحرم نفسه في كثير من الأوقات من مُتع الحياة في سبيل النجاح في مشواره الدراسيوهذا طريق صعب

وهنالك الطريق الثاني والذي هو أسهل بكثير: وهو أن يستمتع الطالب بوقته على مدار العام الدراسي دون حاجة لإرهاق نفسه بفهم الدروس وحل التمارين وقراءة المراجع والبحث والدراسةلا حاجة له أيضًا بأن يفوّت على نفسه مشاهدات كل مباريات كرة القدم والاستمتاع بتشجيع فريقه المفضل على مدار الموسم الرياضي، كما أنه لا داعي كذلك أن يفوّت على نفسه الاستمتاع بمشاهدة آخر الأفلام التي تُعرض في دور السينما أو متابعة جميع حلقات المسلسلات التلفزيونة المفضلة لديهلكن هذا الطالب ومع اقتراب موعد الامتحان، يشدّ حيله، ويبدأ بالعمل الجاد والدؤوبالعمل ليس على قراءة وتحضير ما فاته من دروس، وإنما العمل الدؤوب على التحضير لولوج الامتحان وهو مُجهّز بأحدث تقنيات الغش التي يأمل بأن تُساعده على اجتياز الامتحانات والحصول على معدلات عالية

إذن هو مشهد يتكرر كل عامطالب يبذل قصارى جهده للنجاح بكل ضمير، و طالب آخر  يبتكر طرق غش جديدة

لكن هل تعلم عزيزي الطالب، يا من يجري الغش في عروقه مجرى الدم، أن قيامك بعملية غش في الامتحان قد تؤدي إلى تحميلك ذنب إزهاق حياة إنسان بريء؟ بمعنى أنك قد تُصبح قاتلًا دون أن تدري

هنالك دائمًا إمكانية للإيقاع بالطلاب الذي يغش في الامتحان. فقد يتلقى عقوبات شديدة، مثل الحصول على الصفر تلقائيًا في الاختبار أو حرمانه من الاختبار أو حتى طرده، وقد تصل العقوبة إلى سجنه إذا تم ضبطه يغش كما هو الحال في بعض البلدان.

العديد من المدارس ستشير في السجل المدرسي إلى أن هذا الطالب قد انتهك ميثاق الشرففمثلًا هنا في المملكة المتحدة قد تُلغى جميع نتائج الاختبارات الخاصة بك إذا تم الإيقاع بك تغش في حالة بعض الاختبارات الرئيسية، مثل شهادة الدراسة للثانوية العامة، أو برنامج التقييم الوطني لمعرفة القراءة والكتابة والحساب في أستراليا. من أسوأ العقوبات هي أن تحرَم من إجراء أية امتحانات ولمدة خمس سنوات وهو ما يعني عدم الحصول على درجات نهائية أو الالتحاق بالجامعة كما هو الحال في إيرلندالذلك حاول العثور على نصائح حول المذاكرة للاختبارات، بدلًا من البحث عن كيفية الغش في الاختبار.

يعتقد الطالب الذي يقوم بعملية الغش أنه لا يُؤذي أي أحد، بل على العكس، فهو يعتقد أنه شاطر حيث تمكن من خداع المراقبين والإجابة عن الأسئلة دون تحضير منه للدروس، وفي أغلب الأحيان يبدأ هؤلاء الطلاب بالتفاخر بين أقرانهم بالطرق العبقرية التي قاموا باتباعها في عملية الغش وعدم تمكن اللجنة المراقبة للامتحانات من كشفهملكن ما لا يُدركه هذا الطالب الجاهل هو أنه يقوم من حيث لا يدري بتدمير المجتمع الذي يعيش فيه

عمليات الغش في الامتحانات حالها حال عمليات السرقة الأخرىفالطالب الغشاش يُمثّل الجهة التي تقوم بالسرقة، وفي المقابل مُراقب الامتحان يُمثّل الجهة التي تُحاول منع عملية السرق من الحدوث، وكلما تم اكتشاف الحيل التي يتبعها المجرمون وإبطالها، إلا وابتكر المحتالون طُرُقًا جديدة للسرقة والغش، وهكذا يبقى المحتالون والغشاشون متقدمين بخطوة على من يحاول منعهم من ارتكاب تلك المفاسد!

الطرق المتبعة من قبل الطلاب للغش كثيرة جدا، وتختلف تقنياتها ففي بعض الأحيان يتم اتباع طرق بدائية وفي أحيان أخرى يتم اتباع طرق وتقنيات حديثة للغش تكون معقدة بعض الشيء، ويصعب كشفها

فمن بين الطرق البدائية استخدام البرشام الصغيروهي الوسيلة التقليدية الأكثر شعبية والأكثر رواجا بين الطلاب في جميع دول العالم وذلك من خلال كتابة أو طباعة معلومات مكثفة في أوراق صغيرة او ملفوفة وتخبئتها ثم نقل البيانات منها على ورقة الامتحان بشكل مخادع، ومثل هذه الوسيلة عادة ما يتم كشفها من خلال الاساتذة المراقبين.

وقد تم تطوير هذه الطريقة التقليدية من طرف الطالبات باستخدامهن أظافر اصطناعية، حيث تقوم بعض الطالبات، باضافة ورقات ذات حجم صغير جدا مكتوب عليها النقاط الرئيسية التي يجب حفظها فيتم اخفاؤها تحت الأظافر الاصطناعية بشكل يصعب ملاحظته من طرف الأستاذ المراقب، حيث بمجرد أن تقلب الطالبة كفها، يكون بإمكانها رؤية المعلومات التي كتبتها بوضوح.

طريقة بدائية أخرى في الغش وهي باستخدام الملصقات التجارية لعبوات المياه حيث يصطحب عادة الطلبة عند الامتحان عبوات مياه للشرب وتكون عليها ملصقات العلامة التجارية لعبوة الماء ومن دون دراية المدرس المراقب يكون الطالب قد استعمل بطريقة غير شرعية هذه الملصقات لطباعة برشام عليها بشكل دقيق ويعيد الصاقها في مكانها بطريقة احترافية.

ومن بين الطرق البدائية أيضًاقيام الطالب بطباعة المعلومات على قدم النعال حيث يلبس الطالب او الطالبة مثل هذه الأحذية التي يسهل اخراج القدم منها ومن ثم ارجاعها وبذلك يمكن عند سحب الرجل من النعال قراءة المعلومات التي طبعت على ظهر النعالوغيرها كثير من التقنيات التقليدية

ومن بين تقنيات الغش المتطورة بعض الشيءقيام الطالب بكتابة المعلومات على اوراق بيضاء بقلم خاص حيث لا يمكن ملاحظة الكتابة عليها الا بوضع قليل من الماء عليها لتظهر الكتابة، ويأخذ الطالب معه تلك الأوراق البيضاء إلى قاعة الامتحان ويستعمل تقنية معينة او قلما معينا ويكتب ما يريده على الورقة ويصطحب معه عبوة ماء صغيرة ويضع الورقة امامه ويوهم المدرس بشربه للماء مفتعلا بعض قطرات الماء على الورقة ثم يقوم بمسح الورقة لتنكشف المعلومات التي قام بكتابتهالكن تم تفادي استخدام هذه الطريقة بعد منع الطلاب من إحضار أية أوراق معهم إلى قاعة الامتحان.

أما بعض تقنيات الغش الحديثة والمعقدة، فمنها استخدام سماعات لاسليكة، حيث يقوم البعض باستخدام سماعات لاسكلية صغيرة متناهية الصغر للغش أثناء الامتحانات، فيقوم الطالب بوضع سماعة صغيرة بلون الجسم في الأذن، وعند دخول الامتحان يتلقى من خلالها الاجابات من شخص يكون خارج الامتحان حصل على ورقة الأسئلة من أحد الطلبة الذين خرجوا مبكراً، لكن بعض مراكز الامتحان أصبحت تستخدم أجهزة المسح الضوئي والمسح اللاسلكي والمجسات الخاصة بالمعادن للكشف عن الهواتف النقالة والقضاء على أي محاولة للغش.

أما أحد أسوء طرق الغش في الامتحانات وأكثرها ضررًا وانتشارًا في جميع الدول العربية تقريبًا فهي تسريب أسئلة الامتحانات… لقد تعددت أشكال تسريبات الامتحانات فى مختلف البلدان العربية من استخدام وسائل التواصل الإجتماعى من فيس بوك ثم واتساب أو التليفون أو التسريب الورقى ولكن للأسف النتائج المدمرة لمجتمعنا واحدة فى كل الدول العربية .

إذن من يقوم بتسريب الامتحانات ؟ وما هي غايته من ذلك ؟

الذين يقومون بتسريب أسئلة الامتحانات هم أشخاص مجرمون بحق الوطنيعتقد البعض أن السبب وراء قيام بعض المعلمين بتسريب أسئلة الامتحانات يعود إلى حاجة أولئك المدرسين إلى المال، لذلك تتعالى بعض الأصوات التي تطالب حكومات بعض البلدان العربية برفع مرتبات المعلمينصحيح أنه من الجيد رفع مرتبات المعلمين، لكن ليس من المقبول أن تكون ورقة الضغط لزيادة الرواتب هي فقط من أجل تفادي تسريب الامتحاناتهذا لن يحل المشكلة من جذورها، إذ لا يجوز لكل من يحتاج المال أن يشارك فى جريمة تدمير مجتمعه و تخريب البنية التعليمية .

لكن هل فكر من يشارك في جريمة تسريب أسئلة الامتحانات بنتائج هذا العمل وأثاره السلبية الشديدة على الطلاب والمجتمع ؟

وإذا تساءلت كيف يمكن لمن يغش في الامتحان أن يُفسد نظامًا تعليميًا كاملًا، فالجواب هو أن

نظام الامتحانات في كل بلد يُشرف عليه طاقم له خبرة في هذا المجال، يقوم هذا الطاقم بوضع أسئلة الامتحانات بطريقة يمكنهم من خلالها التمييز بين قدرات الطلاب، فيتم وضع الأسئلة بطريقة تتماشى مع قابليات الطلاب الذهنية، فبعض الأسئلة في الاختبار تكون بسيطة لكي يكسب بعض الطلاب النقاط، ثم تأتي الأسئلة الصعبة التي تكون الغاية منها إبراز قدرات الطلاب الذهنية، ثم يكون هنالك من بين الأسئلة سؤال أو سؤالين تكون في غاية التعقيد تسمح للطلاب المتميزين إبراز قدراتهم.

هذا ما يحدث في الحالات الاعتيادية، لكن ماذا يحدث عندما يقوم الطلاب بالغش؟ ما يحدث هو أن أعداد الطلاب الذين يحصلون على معدلات منخفضة يصبح قليلًا في حين يرتفع عدد الطلاب الحاصلين على معدلات عاليةلجنة الامتحانات تعتبر حينها بأن نظام الامتحانات لم يكن بالجودة المطلوبة لأنه لم يساعدهم على التمييز بشكل جيد بين الطلاب المتفوقين وغير المتفوقين، فتقوم اللجنة بزيادة مستوى صعوبة الامتحانات في العام القادممن يتأثر بهذا التغيير هو أولئك الطلاب الذين يبذلون الجهد الكبير في الحصول على معدلات عالية بكل شرف وضمير.

في العام التالي يتكرر نفس المشهد، فالطلاب الذين يغشون أو الذين تتسرب إليهم أسئلة الامتحان يخلقون خللًا في التوازن التعليميوفي كل عام تقوم لجنة الامتحانات بتصعيب مستوى الامتحان، فيعاني الطلاب الشاطرون من هذا الضغط أكثر وأكثرحيث قد ينتهي في كثير من الأحيان أن يحصل الطالب الغشاش على مقعد في جامعة مرموقة ويحرم طالبًا آخر مجد مجتهد ومتفوق، لكنه خاض سباق الامتحانات بكل ضمير

خطورة الغش في الامتحانات لا تنحصر في الجوانب المدرسية فقط كما يرى بعض الباحثين بل قد يتعداها من وجهة نظرهم إلى جوانب حياتية أخرى غير هذه الجوانب المدرسية حيث إن أولئك الذين يتعودون على عمليات الغش ويمارسون هذا السلوك طوال حياتهم التعليمية يخشى أن تتكون لديهم عادة الغش والتزييف في كثير من جوانب حياتهم العملية بعد تخرجهموالنتيجة، يتخرج هذا الغشاش بشهادة جامعية عالية ليندمج في المجتمع كطبيب فاسد أو مهندس فاسد أو محامٍ فاسدأو قل ما شئت

لقدت أصبحت حالات الغش وتسريب الامتحانات شبحًا يطارد الطلاب المجتهدين، فيشعرون بحالة شديدة من اليأس بسبب إنهيار معايير قياس التحصيل الأكاديمى والتي عادة ما تتمثل فقط فى الإمتحانات الدراسية النهائية، لذلك عند تسريب الامتحانات يفقد الكثير من الطلاب الأمل فى دقة نتائج الإختبارات ويشعرون بضياع مجهود سنوات فى المذاكرةفهل يستحق من اجتهد طوال العام الدراسي أن يتساوى بمن لم يذاكر ونجح فقط لأنه تم تسريب الإمتحانات ؟

قد لا تعلم عزيزي المشاهد أن أحد أكبر النتائج التي تترتب على الغش و تسريب الامتحانات قد تكون انتحار بعض الطلاب الذين عملوا بجهد كبير  قد لا تسمع عن هذه الحالات لمحاولة المجتمع كتمها باعتبار الانتحار سلوك غير شرعي يجب أن لا يعلم عنه أحد  لكن الواقع يقول أن هذه الحالات كثيرة جدًا في مجتمعنا الإسلاميتصل إلى ما يقارب الـ 800000 حالة انتحار فعلية كل عام مسجلة في الوثائق الرسمية، هذا دون حساب محاولات الانتحار الفاشلة أو حالات الإنتحار التي لم تسجل رسميًا بسبب خوف ذوي المنتحر من المجتمع ونظرته إليهمومهما كان السبب الذي أنهى بسببه المنتحر حياته، فالنتيجة واحدة وهيتدمير مجتمع.

دعوني أروي لكم قصة (سحر)… سحر طالبة ذكية مليئة بالأمل تعيش في عائلة فقيرة جدًا، عاشت سحر حياتها وهي تحلم باليوم الذي تحصل فيه على معدلات عالية تؤهلها للدخول إلى أفضل الجامعات لكي تتخرج من جامعة الطب أو الهندسة أو غيرها وتحصل على وظيفة مرموقة توفر له حياة كريمة تنتشلها من حياة الفقر المدقع الذي تعيش فيه هي وأسرتها وبالكاد تتحمل حياتها وتطيقها، بقيت سحر تتحمل كل أعباء الحياة ومع نهاية كل عام دراسي يكبر حلمها أكثر وأكثر وترسم أحلامًا وردية وترى أنها تقترب من التخرج من الثانوية العامة ليتحقق حلم حياتهاليس حلمها هي فحسب، بل حلم أسرة بأكملها عانت المرار لتنجح ابنتها، ضحى الأب وضحت الأم وضحى إخوتها الصغار وضحى باقي أفراد الأسرة جميعًا من أجل سحر، والطالبة الصغيرة تكبر أحلامها ويكبر أملها في انتشال هذه الأسرة  وتأتي الثانوية العامة وتعيش سحر ضغطًا غير طبيعي لمدة قد تزيد عن العشرة أشهر؛ حيث انكبّت حتى قبيل بداية العام الدراسي، على الكتب والملخصات تحفظهالا تنام إلا قليلاً، ولا تستسلم للنوم إلا رغماً عنها. تنظم منذ بداية العاممعسكراً مغلقاًللمذاكرة والمراجعة. قطعت كل علاقاتها بأقاربها وجيرانها، وربما والديها وأشقاءها الذين يقيمون معها في المنزل نفسه، كل ذلك من أجل الفوز في سباق الحصول على معدل عالٍ والقبول في جامعة مرموقةسباق يهلك ميزانيات الأسر الميسورة فما بالك بالأُسر الفقيرة ويُهلك صحة الأبناء وحالتهم النفسية.

جاء موعد الامتحانات، وحلّت ساعة الحسم، وتعرضت سحر للعديد من الضربات الموجعة التي زادت معاناتها بشكل واضحفقد اتسمت الامتحانات بصعوبة بالغة في معظم المواد فضلاً عن استمرار تسريب الامتحاناتبدأت سحر ترى أمام عينيها كيف يتباهى بعض الطلاب الذي خرجوا من غرفة الامتحان بتقديمهم للإجابات الصحيحة معتمدين على طرق غش مبتكرة، وطلاب آخرون حصلوا على أسئلة مسربة من الامتحاناتأما سحر وأمثالها فقد بدأت ترى أمام أم عينيها أن أحلامها بدأت تتلاشىازدادت ضغوط الامتحان على الطلاب أكثر وأكثر والطلاب ينهارون نفسيًا الواحد تلو الآخرسحر لم تتمكن من الاستمرار، واعترتها حالة هستيرية ونفسية فقررت في لحظة انهيار إنهاء حياتها

للأسف، قصة سحر تتكرر كثيرًا مع طلاب الثانوية العامة، وهو أمر مؤسف للغايةأنا لست هنا بمعرض تبرير سبب قيام بعض الطلاب بإنهاء حياتهم في لحظة ضعف وانهيار تاملكنني أريد أن أوضح بأن من يقوم بالغش قد يُساهم بشكل غير متعمد في إنهاء حياة شخص آخر

ولعل مشهد الأمهات المتعلقات بأسوار المدارس، وهن ممسكات بالمصاحف خلال أداء أبنائهن الامتحان، يلخص حالة التوتر التي تصيب أهالي طلاب الثانوية العامة؛ والتي تنعكس، بالتأكيد، على أبنائهم.

ولقد لخصت إحدى الطالبات رحلتها مع الثانوية العامة، في حديثها لإحدى الصحف قائلةً أن نظرها أصبح 2 على 6؛ بسبب كثرة السهر والمذاكرة، وأصيبت بقولون عصبي، كما خسرت معظم أصدقائها، وتشاجرت مع أشقائها، وتوقفت عن المزاح والضحك لمدة طويلة.

ولربما من أطرف ما قرأت حول الموضوع هو قيام أحد الطلاب بالإسماعيلية في مصر قبل عامين بمحاولة الانتحار بعد رفض المراقبين السماح له بالغش.

وعند سؤال مدرِّسة الطب النفسي بجامعة الأزهر الكتورة شيماء عرفة عن تفسيرها لإقدام طلاب الثانوية العامة على الانتحار، قالت: “إن المشكلة في الأصل تعود للتربية، والعبء النفسي الذي يدخل به الطلبة للمرحلة الثانوية، مع دخولهم في مرحلة المراهقة والمشاكل العاطفية وتكون النتيجة حالات الانتحار“.

وقد ذكَرَتْ أن الأعمار من 17 وحتى 19 عاماً تشهد نسب الانتحار الأكبر بشكل عام؛بسبب المشاكل العاطفية للفتيات وتعاطي المخدرات للشباب، وأن المجتمع يضيف لهم ضغطاً نفسياً رهيباً، وحالة رعب من مستقبل ضائع ومظلم ينتظرهم إذا لم يتمكنوا من عبور امتحانات الثانوية ونظامها المعقد“.

وفى نهاية الأمر اعزائى المشاهدين  لحل هذه المشكلة بشكل عام

يجب على كل الدول العربية السيطرة على حالات الغش وعلى رأسها تسريب الإمتحانات من خلال خمسة محاور رئيسية وهى  :- 

1-  وضع اجراءات أمنية سرية صارمة لحماية الإمتحانات و الرقابة المستمرة على عملية نقل الإمتحانات .

2-  وضع قوانين رادعة لمعاقبة من يشارك فى جريمة تسريب الامتحانات سواء إن كانوا طلابًا أو مسؤولين .

3- وضع استراتيجية توعية شاملة بالإنتحار .

4- ادراج قسم فى وزارات الصحة للتأكد من الصحة النفسية والعصبية للطلاب من خلال إجراء فحوصات طبية قبل الإمتحانات .

5- يجب على كل أسرة التصدى لهذه المحاولات الفاشلة لتخريب البنية التعليمية من خلال حث أولادهم على المذاكرة وعدم الاعتماد على الغش ، ومن ناحية أخرى يدرك الطالب مدى المسؤولية الواقعة على عاتقه مستقبلا فى بناء الوطن ، فلا يمكنه أن يضر نفسه و يصبح سطحى التفكير يعتمد على الغش

وتذكّر دائمًا قول نبيّنا الكريم صلى الله عليه وآله: من غشنا فليس منّا

نتمنى أن يكون الفيديو قد نال إعجابكم، إن كان كذلك فيمكنكم مشاركته مع الآخرين مع ضغط زر الإعجاب والاشتراك في القناة مع تفعيل الجرس.

أترك تعليقًا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.