في قصيدته التي يبدأ مطلعها بـ (أَمِنْتُ السِّرَّ امرِءًا غَيْرَ حَازِمٍ) ينظم الشاعر الكبير أبو الأسود الدؤلي بيتين في غاية البلاغة متحدثًا عن أولئك الذين يقدمون النصيحة للآخرين، فيقول:
فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمؤتيكَ نُصحَهُ ***** وَما كُلُّ مؤتٍ نَصحَهُ بِلبيبِ
وَلَكِن إِذا ما استَجمَعا عِندَ واحِدٍ ***** فَحقٌّ لَهُ مِن طاعَةٍ بِنَصيبِ
إن العالم مليء بأولئك الطيبين ذوي النوايا الحسنة الذين لا يبخلون بإعطاء النصائح للناس في شتى مجالات الحياة… فأنت تراهم في كل مكان حولك، على الفيسبوك، إنستاجرام، أصدقائك المقربين أو حتى عائلتك.
وبالرغم من أن نواياهم تكون طيبة، وقد يكون لديهم قلبا مثل قلبك شديد الاهتمام بالآخرين، إلا أن النصائح التي يقدمونها لك قد لا تكون الأفضل عادة، وهذا ليس نقصا فيهم أو خطأ يقومون بارتكابه، ولكن تكمن المشكلة في أنه تم تلقينهم تلك النصائح المضللة منذ أن كانوا صغارا، ثم كبروا معتقدين أنهم استفادوا من تلك النصائح أو الحِكَم، بينما في حقيقة الأمر قد تكون تلك النصائح أضرت بهم أكثر مما نفعتهم.
في هذه الحلقة، سأقوم بتسليط الضوء على عشر من تلك النصائح أو ما يعتبره الكثيرون ”حِكَمًا“ والتي قد تكون قُدِّمَتْ لَكَ أنت أيضًا في مرحلة ما من حياتك… الشيء الذي يؤكد أن النصيحة التي قد يستفيد منها شخص ما، قد لا تكون بالضرورة مفيدة لشخص آخر، لأن تطبيق تلك النصائح معتمد على موقفك وبيئتك وتربيتك وحتى عرقك ودينك وعقليتك.
أتمنى لكم مشاهدة ممتعة 🙂