موقع شامل يهتم بكل ما يرفع ذكاء ووعي المشاهد العربي

ما هو أصل عيد الحب (الفالنتاين)؟

0 1٬951

عيد العشاق أو يوم الحب أو عيد الحب أو يوم القديس فالنتاين… اختلفت المسميات لكن المعنى واحد… إنه اليوم المصادف للرابع عشر من شهر فبراير – شباط من كل عام، وهو اليوم الذي تمتلئ به المحلات والشوارع باللون الأحمر… الأحمر… الأحمر… الأحمر في كل مكان…  الورود، القلوب، الدباديب، البالونات، بطاقات التهنئة، عُلب الشوكولاته، العطور، الهدايا… وغيرها… وكأن الناس لا يُحبون بعضهم البعض إلا في هذا اليوم!

لكن ما هو عيد الحب؟ ما هي أصوله؟ لماذا سُمّي بيوم الفالنتاين؟

وكذلك ما هو أصل الطقوس التي تظهر في هذا اليوم… على سبيل المثال، لماذا الورود الحمراء وليس البيضاء أو الصفراء أو غيرها؟ ما هو أصل هذا الرمز الذي يُسمّى بالقلب؟ صراحة لا أرى أي تشابه بينه وبين القلب الحقيقي!… كذلك، ما هي قصة بطاقات التهنئة وكيف ظهرت؟ وأخيرًا، من هو هذا الطفل المجنح المُسمّى كيوبيد وما علاقته بالقصة؟

هذه الأسئلة وغيرها سنقوم بالإجابة عنها اليوم، لذلك تابعوا معنا هذه الحلقة المميزة، وإذا أعجبتكم فلا تنسوا النقر على زر الإعجاب ومشاركتها مع الآخرين.

أسطورة القديس فلانتاين

هنا يجب أن نتساءل، من هي الشخصية التي ارتبط اسمها بعيد العشاق؟

يؤمن البعض بأسطورة القديس فالنتاين وبأنه رمز للعُشّاق وبأن تسمية هذا اليوم جاءت تكريمًا له بعد استشهاده في الرابع عشر من شهر فبراير عام ٢٦٩ ميلادي.

وللعلم، فإن الكتب التأريخية لا تملك أية معلومات عن حياة القديس فالنتاين هذا… الشيء الذي يُرجّح أن القصة بكاملها هي فقط عبارة عن أسطورة خيالية، خاصة أنه ظهر على مر التاريخ العديد من القديسين باسم فالنتين، احتل أحدهم منصب البابا، وقد دامت مدة تنصيبه أربعون 40 يومًا فقط وذلك في عام 827 م.

أما أسطورة الفالنتاين الشهيرة (والتي بالمناسبة تُروى بنُسخ مختلفة) فتروي أنّ القصة حدثت في القرن الثالث الميلادي، وبالتحديد في عصر الإمبراطورية الرومانية، التي كان يحكمها الإمبراطور كلوديوس الثاني، وكانت تواجه الإمبراطورية في تلك الفترة تحديات كبيرة من بينها تناقص عدد الجنود وذلك بسبب الحروب التي خاضتها الإمبراطورية على مدى سنوات ولا تزال، وقد كان لنقص عدد الجنود في ظل الحروب القائمة أثر بالغ في إلحاق الخسائر بالجيش الروماني، مما اضطر الامبراطور إيجاد حل للنقص العددي المتزايد في صفوف جنوده… فتم تشجيع الشباب على الانضمام إلى صفوف الجيش الروماني من أجل القتال، لكن لم تكن هنالك استجابة تُذكر، لأن الكثير من الرجال كانوا يرفضون ترك زوجاتهم وأطفالهم والالتحاق بالجيش…

لذلك أمر الإمبراطور الروماني بحظر الزواج بين الشباب وذلك كي لا يستغلوا حُجّة العائلة للتهرب من التجنيد.

في خضم هذه الأحداث المتوترة، امتنع القديسون عن تزويج الشباب خوفًا من عصيان أوامر الإمبراطور فتنالهم عقوبته… لكن كان هنالك قديس يُدعى فالنتين استمر بتزويج الشباب سراً، وبعد مدة من الزمن انكشف أمره وتم إلقاء القبض عليه بتهمة عصيانه للأوامر الإمبراطورية… وقد ذكرت بعض المراجع التاريخية أن الإمبراطور أمر فالنتاين بالتخلي عن نصرانيته وعبادة الآلهة الرومانية بدلًا عن ذلك في مقابل إطلاق سراحه، لكن فالنتاين رفض الأمر وأصرعلى التمسك بدينه، وهو ما أدّى إلى الحكم عليه بالإعدام.

وقد تحدثت إحدى الروايات التاريخية أن فالنتاين قبيل إعدامه قدّم معجزة لإقناع الإمبراطور كلوديس بالمسيحية، حيث دعى لابنته الكفيفة بالشفاء، فشفيت من العمى، في حين تذكر روايات أخرى أنّ الابنة الكفيفة هي ابنة سجّان فالنتين، ورغم ذلك لم ينجُ فالنتاين من حكم الإعدام، وتم إعدامه في الرابع عشر من شهر فبراير لعام 269 للميلاد؛

هذا ما يُذكر في القصة الأصلية للقديس فالنتاين… وبعد أكثر من قرنين من الزمان وبالضبط في عام ٤٩٦م، عيّن البابا غلاسيوس يوم الرابع عشر من فبراير يوماً للقديس فالنتين.

وقد بقيت القصة خالية من الرومانسيات والغراميات إلى غاية القرن الرابع عشر للميلاد حيث بدأت قصة القديس فالنتاين بالانتشار، وخلال قيام الناس بتناقُلها… أضيفت عليها الصبغة العاطفية، والتي لم تتعدى كونها روايات شعبية متداولة بين الناس غير مؤرخة، حيث أضافت هذه الرواية الشعبية قصة حب القديس لابنة السجّان، وأنّه كتب لها رسالة حب يعتقد أنها أول بطاقة حب كتبت في التاريخ، ووقع الرسالة بقوله: المخلص لك… فالنتاين

لكن، إذا لم يكن في قصة القديس فالنتاين أية قصص غرامية، فلماذا تم ربط هذا اليوم بعيد الحب إذن؟

للإجابة عن هذا السؤال، يجب أن نبدأ البحث انطلاقًا من اسم الشهر…

لماذا عيد الحب في شهر فبراير؟

لماذا عيد الحب هو في شهر فبراير بالتحديد وليس في غيره من الشهور؟

للبدء ، يجب أن ننظر إلى اسم الشهر الذي يقع فيه هذا العيد. فبراير هو الشهر الثاني من السنة وفقا للتقويم الغريغوري الذي تستخدمه الدول الغربية واسم هذا الشهر ياتى من الكلمة اللاتينية فبرايس وتعني حرفيا شهر التطهير.

في حين يشير موقع Pantheon.org أن الاسم يأتي إما من الإله الإيطالي القديم الذى يدعى فيبرس أو فيبروا, وقد تمت تسمية هذا الشهر باسمه تقديسًا له، ابتداءً من النصف الثاني من هذا الشهر (أي ابتداءً من الرابع عشر فبراير) كان تتم في روما احتفالات الطهارة الروحية.

كما أن شهر فبراير / شباط كان شهرًا لتقديس الإلهة جونو (June) التي كانت تُلقب كذلك بـ Februata أو Februtis وهي إلهة الزواج عند الرومان، التي كان اسمها يرتبط بالتطهير والخصوبة.

إن شهر فبراير هو الوقت الذي يقترب فيه الربيع والحياة الجديدة، ولذلك فقد لعبت الخصوبة دورا رئيسيا في طقوس وعادات هذا الشهر، والاحتفالات الدينية للنقاء والطهارة.

هذه الاحتفالات الوثنية كان يطلق عليها ” Lupercalia“ومن أهم العلامات المميزة لهذه الاحتفالات استخدام سوط يُصنع من جلد الماعز يُسمّى “فيبيورا”.

في هذا الاحتفال كان بعض الشباب يقومون بذبح ماعز أو كلب، ويرتدون جلد الذبيحة كطبقة رقيقة تغطي عوراتهم فيما يُشبه التنورة القصيرة. ويتجولون على التلال وفي حدود المدينة يحملون أسواطًا مصنوعة من جلد الماعز ويضربون بها الرجال والنساء الذين كانوا يصطفون على طول الطريق. حيث كان يُعتقد أن ضربات هذا السوط تمنحهم الخصوبة بطريقة سحرية ويسهل عمليات الولادة ويحمي أي شخص يلمسه ذلك السوط من أن تمسه أية لعنة. ويقال أيضا أن بعض النساء كانت تتعرى لتلقي ضربات ذلك السوط  المبارك على أمل الحصول على بركة أكبر ونتائج خصوبة أفضل.

ومن الواضح أن مهرجان الخصوبة هذا (المسمى ب Lupercalia) الذي كان يُقام يوم الخامس عشر من شهر فبراير كان مهرجانًا مليئًا باحتفالات الخصوبة التي كانت عادة مصحوبة بالصخب والمجون، ويمكن للشخص بسهولة أن يتخيل انحراف وفساد المشهد، وليس من الصعب أن نستنتج سبب ظهور الخصوبة على النساء فجأة بعد الانتهاء من ذلك المهرجان المليء بالمجون والطقوس الجنسية.

ومن هنا تبدأ تظهر لنا حلقة الوصل بين احتفالات الخصوبة والنقاء عند الرومان وبين الطقوس التي انتقلت لنا حديثا في صورة “عيد الحب”.

ما هو أصل بطاقات عيد الحب؟

وفي احتفالية أخرى في العصور العتيقة التي لها علاقة ب “لوبريكاليا” والتي كان يطلق عليها “عشاق القرعة أو عشاق اليانصيب The Lovers Lottery” و التي كان يحتفل بها من قبل الشباب في عشية “لوبريكاليا” في الرابع عشر من شهر فبراير.

أثناء احتفالية “عشاق اليانصيب“ في روما، يتم تدوين أسماء الفتيات (المراهقات) ويتم وضعها في جرة، ثم يأتي الشاب (المراهق ) أيضا ويسحب اسما، ثم يتم إقران الاتنين معا حيث يشكلا علاقة غرامية مؤقتة يقومان فيها بالرقص واللهو والمرح  في ألعاب شهوانية جنسية وولائم.  وبعد انتهاء الاحتفال يبقى الاثنان شريكان لبقية العام وفي بعض الأحيان ينتج عن ذلك زواجا بينهما.

وفي القرون الوسطى ، أصبح احتفال “عشاق اليانصيب” مشهورا جدا في إنجلترا واسكتلندا… ففي عشية الرابع من شهر فبراير، يجتمع عدد متساوي من العزاب والآنسات، ويكتب كل منهم اسمه على قطع خشبية منفصلة ويتم جمع تلك القطع ثم سحبها واحدة تلو الأخرى عن طريق القرعة، حيث يأخذ الشباب قطع الفتيات والعكس كذلك، وبذلك يقع كل شخص من الشباب مع فتاة يطلق هو عليها لقب محبوبته. وتقع أيضا كل فتاة مع شاب ويكون هو الرفيق الخاص بها. ويقسم الحظ الجميع إلى أزواج حيث يعطي كل محبوب هدية لعشيقته. ويضع كل منهم القطعة الخشبية التي حصل عليها إما على صدره أو على أكمامهم. وهذه اللعبة الصغيرة غالبا ما تنتهي بممارسات حميمة.

وفي محاولة للتقليل من شأن تلك الممارسة الشهوانية، فقد حاولت الكنيسة الكاثوليكية تغيير  هذا التقليد الوثني إلى شيء يكون مقبولًا أكثر. فقد قام فإن عدد من القساوسة باستبدال أسماء الشباب والفتيات التي تُكتب على القطع الخشية واستعمال أسماء القديسين بدلًا عن ذلك من أجل تكريمهم، في محاولة لمحاكاة ما يحدث في تلك الأعياد بطريقة مختلفة. كما تم تحريم المنتجات التجارية المرتبطة بتقاليد عيد الحب، أو لعب لعبة عشاق اليانصيب. 

وبمرور الوقت، تطورت لعبة عشاق اليانصيب في القرن السابع عشر حيث بدأ المحتفلون بتبادل رسائل الحب والتي أصبحت تُعرف حاليًا بـ”بطاقات عيد الحب” أو “بطاقات عيد الفالنتاين”.

في البداية كانت بطاقات عيد الحب تُصنع يدويا وبدأت جماليتها تزداد مع مرور الوقت. واليوم أصبحت تلك البطاقات أحد أشهر الهدايا التي يتم تقديمها في عيد الحب، ويتبادل ملايين الناس حول العالم تلك البطاقات معبرين عن الاعتزاز والحب ورغبة كل شخص للآخر.
القليل من الناس يعلمون أن إعطاء بطاقة من شخص لآخر مذكور فيها ” Will you be my valentine? ” هي امتداد للعبة “عشاق اليانصيب” والتي هي في حد ذاتها ممارسة وثنية عتيقة تكريما للإلهة “جونو”  مما كان يمنح أصحاب هذه اللعبة حرية جنسية غير محدودة، وهذا هو مجرد غيض من فيض بخصوص التاريخ القديم لعيد الحب.

ما هو أصل رمز القلب؟

احد أكثر الرموز الشائعة في عيد الحب… بل هو الرمز الأكثر شهرة وشعبية في العالم هو الشكل المعروف بالقلب.

ولكن هذا الرمز التجاري الذي نراه لا يمثل بكل بساطة قلب الإنسان… ذلك العضو الحيوي الفعال الذي يضخ الدم ألى جميع أنحاء الجسم!

يُستخدم هذا الشعار في وقتنا الحالي في نطاق واسع من المنتجات التجارية والشخصية والتي تشمل البطاقات والبالونات والشيكولاتة والكعكة والمجوهرات وألعاب الأطفال وفي فراش نومهم وأوراق التغليف وغيرها… هناك أيضا صور مشهورة لذلك الرمز في الإعلانات وبرامج الكارتون والكتب و الشعارات حول العالم وأيضا على الملابس والقمصان والسترات و البناطيل. ومما لا يدعو للدهشة هو أننا نجده حتى على الملابس الداخلية. وعلى ما يبدو أنه لا يوجد نهاية للمنتجات والأماكن التي من الممكن أن نجد فيها هذا الرمز. هذا الشكل معروف لدينا بأنه القلب، بالرغم من أنه لا يشبه قلب الإنسان الحقيقي على الإطلاق، فمن أين أتى هذا الشكل و كيف أصبح رمزا للحب و الشغف وحتى الرغبة الجنسية؟

توجد تأويلات عديدة لمصدر هذا الرمز وما يُمثّل… من بينها ادعاء الكنيسة الكاثوليكية أن ذلك الرمز الدال على القلب ظهر في فترة القرن السادس عشر عندما كانت امرأة تدعى “مرجريت” لديها رؤية لشكل موجود في داخل تاج. ولكن العديد من المؤرخين وثقوا أن ذلك الشكل يعود إلى ما هو أقدم من ذلك بكثير.

رأي آخر مثير للدهشة يُرجع هذا الرمز إلى السومريين حيث كانوا يستخدمون هذا الرمز للتعبير عن المرأة.

ولكن هناك تفسير آخر أكثر ترجيحا لرمز القلب المتعارف لدينا ، وهو يعود إلى أطلال مدينة عتيقة في ليبيا  أسسها الإغريق تسمى ”قوريني Cyrene” أو كما تُعرف حديثًا باسم (شحات)… في عام 630 قبل الميلاد كانت المرتفعات الصغيرة حول المدينة هي المكان الوحيد في العالم الذي أنتج أنواعًا من الأنواع تسمى “سيلفيوم”. وكان التصدير الأساسي لتلك المدينة في العصور القديمة هو ذلك العشب الذي جعلها من أغنى المدن في إفريقيا. وكانت أحد الخصائص المميزة ل”السيلفيوم” هي حافظات البذور والتي كانت تنمو بنفس شكل القلب المعروف لدينا حاليا.  وقد أصبح ذلك الرمز علامة تجارية للحكومة المحلية للمدينة. فعند رؤية إحدى تلك العملات العتيقة نرى وصف صورة لحافظة تلك البذور التي تشبه بشكل مُذهل رمز القلب. وقد اعتبر هذا النبات مميزا وذا قيمة عالية جدا وقد استخدم بشكل رئيسي كعقار مثير للشهوة الجنسية.

وأيضا كان يحتوي على فواكة عطرية ذات روائح فواحة ولكن استخدامه الأكثر شيوعًا بين النساء في ذلك الزمن هو في استخدمه كمانع قوي للحمل. ومن هنا أتت فكرة تحويل حافظات حبوب السيلفيوم إلى رمز للحب والعاطفة. وهناك طبيب روماني قديم يدعى “سيرانيس” ذكر أن النساء يجب أن يشربن كمية محددة من عصير ذلك ال”سيلفيوم” وهي كمية من السيلفيوم في حجم حبة الحمص مخلوطة بالماء مرة واحدة شهريا وهي كمية كفيلة بمنع تكون أي حمل.

وقد يتأمل البعض ويتساءل عن ما إذا ما كان السيلفيوم مانع حقا للحمل!! فيكون الجواب هو أن بعض القصائد الإغريقية القديمة أشارت إلى ذلك بالتأكيد، كما أن هنالك دراسات حديثة أشارت أيضا إلى أن الفينولات بالإضافة إلى كميات قليلة من السلفيوم لديها خواص موانع الحمل.

إن التحول النهائي في الشعبية الواسعة لدى شكل القلب الذي نتحدث عنه  كان في القرن الخامس الميلادي عندما صور الرسامون الملهمون بفن العصور القديمة أشجار الحياة بأشجار ذات أوراق على هيئة ذلك القلب. وفي القرن الثاني عشر والثالث عشر ظهرت أوراق اللبلاب على شكل ذلك القلب أيضا  في مشاهد الحب وكانت ذات ألوان حمراء مثل لون الدماء وكان ذلك دلالة في ذلك الوقت على حسن الحظ والصحة والحب.

وعلى هذا الأساس يكون السيلفيوم هو المرشح الأقوى لأصل رمز ذلك القلب كونه مانع قوي للحمل واتخذ رمزا للممارسات الجنسية و العلاقات الحميمة الغير محدودة التي لوحظ تواجدها بكثرة في الاحتفالات الوثنية القديمة والتي تطورت مع الوقت لتصبح عيد الحب في زماننا المعاصر.

على الرغم من عدم معرفة السبب الرئيسي لرمز القلب وأصل عيد الحب الغير قابل للجدل، فقد يظل البعض في الاعتقاد أنه لا ضرر في استخدام تلك الرموز أو الاحتفال بذلك العيد.

لكن ماذا عن رمز القلب الذي يخترقه سهم؟

لا يمكننا الإجابة عن هذا السؤال دون الحديث عن كيوبيد

وكيوبيد في الميثولوجيا الرومانية هو ابن الإلهة فينوس وقد أشتهر دائما بكونه طفلًا يحمل قوسًا وسهمًا. كان كيوبيد شديد الجمال، وكان سهمه يصيب البشر فيسبب وقوعهم في الحب بشكل جنوني.
لذلك كان غالبا يصور كطفل صغير طائش له جناحان ومعه سهم الحب. وأحيانا كان يصور أعمى كرمز على أن الحب أعمى ولا نختار من نحب.

حتى أن كيوبيد هو أيضًا لم يسلم من سهامه، فقد أصيب كيوبيد في أحد الأيام بسهمه فجرحه وأوقعه في غرام امرأة تدعى “بسايكي” Psyche

وبالتالي رمز القلب الذي يخترقه سهم، هو رمز للدلالة على القلب المصاب بالحب.

ما هو أصل الورود الحمراء؟

قد تظن أن الورود الحمراء المرتبطة بعيد الحب تم اختيارها بكل عفوية من أجل جمالها… لكن الواقع ليس كذلك

فينيس (Venus) تُعتبر آلهة الجمال والحب والخصوبة والجنس والفجور عند الرومان… تمامًا بمثابة الآلهة أفروديت  (Aphrodite) عند الإغريق.

فينيس هي أم كيوبيد، والورود المفضلة لديها هي الورود الحمراء، حيث تم فيما بعد ربط الورود الحمراء بالحب… ولأن يوم الفالنتاين تم جعله كذلك عيدًا للحب، فبالتالي تم ربط الورود الحمراء بيوم الفالنتاين.

والعجيب في الأمر، هو أننا كلما بحثنا وتعمقنا في تاريخ المناسبات الغربية الدخيلة على عاداتنا الشرقية، نجد أن لتلك المناسبات أصولًا وثنية!

الاستغلال التجاري لعيد الحب

الشركات التجارية هي من أكثر الأسباب التي تدفع بمناسبات لا أصل لها مثل عيد الحب بالانتشار أكثر وتشجيع الناس على تبني هذه المناسبات والمشاركة فيها بفعالية، وذلك من أجل الأرباح الكبيرة التي ستجنيها هذه الشركات من وراء بين منتجاتها.

فمحلات الهدايا والورود الحمراء تَعُدّ هذا اليوم موسمًا لها، حتى ارتفعت في بعض المدن والمناطق أسعار الورود بنسبة قدّرها بائعون بـ 500%، وارتفعت كذلك أسعار الدمى “الدببة” والقلوب الحمراء وكروت المعايدة، والزينة على السيارات وعلى نوافذ البيوت والأشجار، وطاولات المطاعم ، و الشموع المتقدة في المحلات و المساحيق على وجوه الفتيات.

وبذلك صار “عيد الحب” مناسبة تجارية فجة، تسعى الإعلانات التجارية فيه لإقناع الناس بأنه كي تُظهر مدى حُبّك للشخص الذي تُحبّه فلابد لك من شراء الهدايا أوتناول وجبة فاخرة، وإلا فإنه لا يكون رومانسيا.

ومرة أخرى كما سبق أن ذكرنا في حلقة الهالوين والكريسماس، فهوليوود وجدت في هذه المناسبة مادة دسمة تستغلها لصناعة المزيد من الأفلام الكوميدية والرومانسية وتسويقها في هذه المناسبة، الشيء الذي يدر عليها المزيد من ملايين الدولارات.

وإذا كان يوم الفالنتاين مشهورًا في أصقاع الأرض بأنه عيد الحب، إلا أنه في فنلندا ليس كذلك… ففي فنلندا يُسمى هذا اليوم بـ Ystävänpäivä كما يظهر لكم في الشاشة… ويعني (يوم الصداقة)، حيث أن هذا اليوم مخصص أكثر لتكريم الأصدقاء بدلًا من الاحتفال بالأحبة.

أترك تعليقًا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.