موقع شامل يهتم بكل ما يرفع ذكاء ووعي المشاهد العربي

11 خطوة استعدادًا لصلاة خاشعة

0 5٬566

روابط لها صلة بالموضوع:

● تحميل النسخة العربية من كتاب (101 طريقة للتركيز في الصلاة): من هنا

● مقالة (حوار مع صديقي تارك الصلاة):

www.donyaywadeeni.com/2017/12/15/حوار-مع-صديقي-تارك-الصلاة/


لماذا عندما نشاهد فيلما سينمائيا أو نلعب بهواتفنا الذكية أو حتى عندما نكون منهمكين بخوض امتحان مهم ترتفع درجة تركيزنا بشكل كبير على العمل الذي نقوم به! لكننا وبمجرد وقوفنا للصلاة تبدأ الأفكار تنهال على عقولنا من كل حدب وصوب، وتأخذنا هذه الأفكار بعيدًا، وبعد لحظات من بدأ صلاتنا يأخذ الشك يساورنا في أي ركعة نحن؟!

إن عملية التركيز في الصلاة ليست عملية سهلة بالتأكيد، فأنت عند البدء بالصلاة تصبح وكأنك دخلت إلى حلبة الملاكمة في مواجهة مباشرة مع الشيطان، لذلك فإن الشيطان اللعين يجند كل ما لديه من طاقات وإمكانيات لإشغال الإنسان ومنعه من التوجه في صلاته الى الله تعالى، وبالتالي لنواجه هذه المخططات الشيطانية يجب أن نتبع بعض الخطوات التي تساعدنا على الفلاح مصداقًا لقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} – سورة المؤمنون.

أحد أجمل الكتب التي تقدم طرقًا عملية للتركيز في الصلاة هو كتاب 101 طريقة للتركيز في الصلاة لمؤلفه الدكتور علي الحلي، وقد اخترت لكم من هذا الكتاب إحدى عشرة طريقة نقوم بها قبل البدء في الصلاة تساعدنا على التركيز والخشوع أكثر أثناء صلاتنا.

أود أن أشكر مؤلف الكتاب على مجهوده الطيب وعلى سماحه لنا باستخدام مادة الكتاب من أجل هذا الفيديو، كما أن مؤلف الكتاب وفر لمشاهدينا الأعزاء تحميل النسخة العربية من هذا الكتاب مجانًا عبر الرابط أعلاه، وأسأله تعالى أن يتقبل منا جميعًا هذا العمل… لنتابع معًا:

1- الطعام قبل الصلاة:

تناول كمية كبيرة من الطعام قبل الصلاة أحد أهم الأسباب التي تؤثر على درجة التركيز، إذ أن الإنسان يشعر بالتكاسل والخمول بعد تناوله كمية كبيرة من الطعام. لذا يجب عليك تقييم وضعك الغذائي قبل الصلاة، فإن كنت لا تستطيع القيام للصلاة ومعدتك فارغة فحاول عدم تناول كمية كبيرة من الطعام قبل صلاتك، كي لا تصاب بأعراض الثخمة مما يجعلك تعاني خلال صلاتك وتؤديها دون خشوع.

2- الأعمال الشاقة:

إن القيام بالأعمال البدنية الشاقة والمتعبة قبل الصلاة يمكن أن يؤثر سلباً على تركيزنا خلال الصلاة إذ أن جسم الإنسان يكون منهكًا وغير قادر على التركيز في العبادة بشكل كبير، لذلك من الأفضل تجنب القيام بالتداريب الرياضية أو الأعمال الشاقة مباشرة قبل أداء الصلاة. طبعًا يُستثنى من ذلك الحالات التي تكون فيها طبيعة عمل الإنسان تستدعي القيام بمجهود بدني كبير، حينها لا يكون لدى هذا الشخص خيار آخر.

3- المرافق الصحية:

إذا كان لدى الإنسان إحساس بالرغبة في الذهاب إلى دورة المياه قبل الصلاة، فعليه أن يلبي هذه الحاجة الإنسانية ولا يكتمها ويؤخرها إلى ما بعد الصلاة لعدة أسباب، فإضافة إلى أن هذا الشعور الغير مريح سيمنع الإنسان من التركيز والخشوع في صلاته لأنه سيحاول إنهاء الصلاة بأسرع وقت ممكن، فكذلك تكرار هذا الأمر سيؤدي بعد مدة من الزمن إلى مضاعفات صحية كثيرة تؤثر على صحة الإنسان.

4- الوضوء وفلسفته:

من أهم الأمور التي تُحضّر الإنسان للصلاة هي الوضوء، لكن الناس لا يلتفتون لأهمية هذا العمل العبادي ويعتبرونه تمرينًا روتينيًا يجب القيام به قبل الصلاة. إننا إن تأملنا في حكمة وفلسلفة الوضوء فسنرى أنّه من الواضح أن هذه العملية لها أهمية روحية هائلة لتهيئة النفس للصلاة إن أُديت على النحو الصحيح، خاصة وأن الماء له مدلولات كثيرة على الصفاء والنقاء والطهارة.

يمكن للإنسان الحصول على جرعة روحانية كبيرة عندما يردد دعاء الوضوء ويركز على المعاني العظيمة لهذا الدعاء وهو ينطق بكل كلمة من هذا الدعاء خلال قيامه بعملية الوضوء.

5- النظافة من الإيمان:

يؤكد الإسلام كثيراً على النظافة لما لها من فوائد روحية وبدنية. لذلك أوصى الإسلام المؤمنين بأن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد.

فعلى الصعيد الروحي، نظافة الجسم والملابس تمنحان النفس الشعور براحة عجيبة تجعل الإنسان على استعداد أكبر للتركيز على العبادة التي يقوم بها.

أما على الصعيد البدني فالملابس النظيفة والأنيقة والعطر الزكي ورائحة الفم الطيبة كلها أشياء تمنح الجسم الاسترخاء الضروري قبل البدء بالصلاة.

6- الملابس المناسبة:

هنالك بضع النقاط التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار حين اختيار الملابس المناسبة لتأدية الصلاة والتي لها تأثير كبير على عملية التركيز والخشوع في الصلاة:

1. ينبغي أن تكون الملابس التي نرتديها مريحة، إذ يجب اجتناب الملابس الضيقة .

2. ينبغي ارتداء ملابس طاهرة شرعاً والتي تعد أمراً إلزامياً لقبول الصلاة،

3. لا ينبغي أن تحتوي ملابسنا على أشياء يمكن أن تعمل كمشتتات لنا أو لمن حولنا. للأسف في كثير من الأوقات يرتدي الشباب بعض الأنواع من الثياب التي قد تُظهر عوراتهم عند الركوع أو السجود في الصلاة، لذلك يجب مراعاة هذه النقطة جيدًأ.

4. ليس من المفضل أن تُعبّر الثياب عن الفخامة الزائدة؛ كي لا يبدو الشخص متكبراً خاصة إذا كان يؤدي الصلاة بين الفقراء.

7- أجواء العبادة:

المحيط الذي تؤدى فيه الصلاة يؤثر بشكل كبير على التركيز والخشوع، فكلما كان المكان أكثر هدوءًا ونظافة وجمالًا، كلما ساعد ذلك على رفع مستوى الخشوع في الصلاة.

بعض الأمور التي يجب كذلك مراعاتها بالنسبة للمكان المخصص للصلاة هي كالتالي:

1. أطفئ جهاز التلفاز خلال الصلاة حتى وإنْ كان التلفاز يعمل من أجل الأطفال، وإن كان ولابد من إبقاء جهاز التلفاز مفتوحًا، فاخفض صوت التلفاز بالكامل.

2. إن كان لديك أطفال فعلّمهم أن يلتزموا الهدوء أثناء تأديتك للصلاة، وضع ألعابهم جانباً،

واشرحْ لهم أهمية هذا العمل العبادي، ومن الضروري جدا تشجيع وتحبيب أبنائك في الصلاة لاسيما لمن تجاوزوا السابعة من أعمارهم.

3. تأكد من إطفاء الهاتف النقال أو تحويله لوضع الطيران، إذ يعتبر الهاتف النقال من أكثر الأشياء التي تشتت انتباه المصلين خلال تأديتهم للصلاة.

4. تجنب الصلاة أمام أية صور أو مرايا معلقة أمامك على الحائط لأن ذلك قد يشتت انتباهك خلال الصلاة حال النظر إليها.

5. بعض الأشخاص يفضلون تغيير مكان الصلاة في كل مرة، لأن ذلك يساعدهم على زيادة التركيز والخشوع، أما البعض الآخر فيفضل تخصيص غرفة أو زاوية في البيت تكون خاصة بالعبادات: كالصلاة وتلاوة القرآن الكريم وغيرها،  حيث يتولد بذلك شعور للإنسان حين وقوفه في تلك الزاوية بأنه يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى.

8- السور القرآنية:

في الركعتين الأولى والثانية من الصلاة، يكون للمصلي حرية اختيار السورة التي يرغب بتلاوتها بعد سورة الفاتحة. لزيادة التركيز في الصلاة فإنه يُوصَى قبل القيام بتكبيرة الإحرام تحديد السورتين اللتين سيقوم المصلي بقراءتهما في صلاته؛ مراعيًا ما يلي:

1. يفضل اختيار السور التي يُجيد المصلي تلاوتها تلاوة صحيحة مراعيًا اللفظ السليم مع تطبيق قواعد التجويد.

2. الاختيار المسبق للسورة يُجنب المصلي التشتيت الذهني الذي ينشأ خلال الصلاة من جراء التفكير في اختيار السورة المناسبة.

3. يُفضّل للمصلي اختيار السور ذات الآيات التي يفهم معناها، حيث أن ذلك سيساعد على التأمل في كلمات هذه السور التي يقوم بتلاوتها مما يزيد من حالة الخشوع لديه.

9- الصلاة الأخيرة:

تصور لو أنك كنت تعلم أن صلاتك هذه ستكون آخر صلاة لك، تخيل كيف ستكون فيها خاشعًا بجميع جوارحك لله تعالى، ترجو مرضاته وتخشى عقابه.

وأنت على وشك أن ترفع يديك لتكبيرة الإحرام، تخيّل وقوفك أمام العلي القدير في يوم الحساب، وأنت تنتظر الحكم عليك.

لا أحد يعلم متى وأين سيغادر من هذه الدنيا الى الرفيق الأعلى، لذلك ضع في ذهنك أن هذه قد تكون آخر صلاة لك بين يدي الله عز وجل، وسيأتي يوم تكون فيه محقًا.

لذلك إذا صليت صلاة فريضة فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها، واعلم أنك بين يدي من يراك ولا تراه.

10- الأذان و الإقامة

يجب على المصلي أن لا يبدأ مباشرة في الصلاة دون تحضير المقدمات لها، فترديد الأذان والإقامة قبل الصلاة لها تأثيرها الكبير في تهيئة المصلي نفسيًا وإعداده لحذف ما يشغله من أفكار دنيوية قبل الوقوف بين يدي الله عز وجل في الصلاة هذا بالإضافة الى ما في الأذان والإقامة من الأجر والثواب.

فنحن نبدأ بذكر الله حين قولنا (الله أكبر) وننتهي بذكره تعالى بقولنا (لا إله إلا الله).

إذا كان المصلي يُدرك معاني الكلمات التي ينطق بها، فهذه الرحلة القصيرة منذ البدء بالأذان وحتى الإنتهاء من الإقامة كفيلة بأن تُكسِب المصلي حالة من الطمئنينة والراحة النفسية وتُجهزه للصلاة.

11- عوامل أخرى تشتت الذهن:

هنالك بعض العوامل المشتتة للذهن خلال الصلاة والتي تختلف من شخص إلى آخر.

لذلك يجب عليك أن تحدد العوامل الخاصة بك التي تؤثر سلبًا على تركيزك وخشوعك، ثم حاول بعد ذلك أن تزيل تلك العوامل.

على سبيل المثال: إذا حلّ وقت الصلاة وأطفالك يستعدون للذهاب إلى النوم، وكنت تعلم أن تأخير نوم أطفالك سيؤثر على جودة الصلاة بسبب بكائهم وصراخهم، فمن الأفضل لك في هذه الحالة تأخير العبادة بعض الشيء الى حين نوم الأطفال، ثم بعد ذلك يمكنك التفرغ المطلق للصلاة وتأديتها على أفضل حال في جو يسوده الصمت والهدوء، إذ يصبح المناخ مناسبًا كذلك لتأدية بعض النوافل.

حاول كذلك أن لا تجعل بعض الأمور الدنيوية التافهة مثل مشاهدة أفلام ومسلسلات أو متابعة مباراة كرة قدم أو غيرها تلهيك عن الوقوف بين يدي المولى عز وجل.

وفي الختام:

يجب علينا أن نعي أنَّ الشيطان سيحاول بكل ما أوتي من قوة استخدام نقاط ضعفنا ليصرف انتباهنا بعيداً عن الله تعالى خلال صلاتنا، لذلك وجبت اليقظة، وإذا ما غفلنا للحظة فيجب أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ونركّز مجددا في صلاتنا، فما هي إلا دقائق قليلة نقفها بين يدي الباري عز وجل.

إن محاربة الشيطان هي بحد ذاتها جهاد ولاسيما في وقت الصلاة، قد يكون الأمر صعبًا في بداية المطاف، لكن بالتمرين المستمر ستصبح عملية إذلال الشيطان اللعين خلال الصلاة والتمكن منه أمرًا ممكنًا، وتذكّر أن ما يقبل من صلاتك هو ما كنتَ فيه متوجهًا بكل جوارحك إلى الله سبحانه وتعالى.

هذه بعض الخطوات التي يمكن القيام بها قبل البدء في الصلاة من أجل زيادة التركيز والخشوع.

وأنتم ما رأيكم؟ ما هي االخطوات الأخرى التي يمكن القيام بها قبل الصلاة والتي تساعد على الرفع من درجة التركيز والخشوع في الصلاة؟

أوصل صوتك بإضافة تعليق أسفل الفيديو مع إجابتك على هذا السؤال، وسأقوم بقراءة تعليقاتكم ومحاولة الرد عليها.

في فيديو قادم سأطرح بإذنه تعالى بعض الخطوات التي يمكن للإنسان القيام بها أثناء الصلاة والتي تزيد من تركيزه وخشوعه…

لا تنسوا مشاهدة فيديو (حوار مع صديقي تارك الصلاة) الذي نقوم فيه بالرد على الأعذار التي يحتج بها الأشخاص الذين لا يُصلّون.

ولا تنسوا مشاركة الفيديو مع الآخرين للأجر والثواب، فالدال على الخير كفاعله.

 

يمكنكم متابعة دنياي وديني عبر:

● اليوتيوب YouTube
https://www.youtube.com/DonyayWaDeeni

● الفيسبوك Facebook
https://www.facebook.com/DonyayWaDeeni

● الانستغرام Instagram
https://www.instagram.com/DonyayWaDeeni

● التويتر Twitter

أترك تعليقًا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.